رسائل جورج أورويل – ساره أزهر الجوهر + أحمد عزيز سامي

لأصدقائه يقدم بمثل ما ينسحب على مراسلاته مع كل ما يقدمه الأدبيين، إذ يعتذر سريعًا إذا تأخر في تنفيذ واجباته أو أهمل بعض المجاملات الاجتماعية، حتى رسائله إلى إلينور جاك وبريندا سالكلد وليديا جاكسون، فقد كان ينقصها التحب، على الرغم من إنشاء الجلية في إنشاء علاقات غرامية معها.
حزن كثيرًا لوفات إيلين ووالده وأمه وأخته مارجوري، لكنه كان متحفظًا والمشاركة في التعبير عن ألمه، وهي ليست بالضرورة دلالة على بروده، ولكنها طريقة تربى عليها هؤلاء الذين وُلدوا بظروفٍ تختلف ظروف أورورويل، هم الذين جربهم تجبرهم الحياة على أن لا يظهروا ضعفهم أو حزنهم لأحد، أو بشكل جزئي علني على الأقل. يعتقد أورويل أن الألمانه ترانيين، حيث أن المأساة التي يريدها الناس بصور وأشكال مختلفة. لقد عصرت حربين عالميتين طهتينا لم تقتل أكثر من مائة مليون إنسان، وظلت أشباح هذه الفجية مخيمة في خياله، مما انعكس على رؤاه وكتاباته، وطباعه أيضًا.
مرشحهم يصفهم أورويل بالعناد والصرامة، وقد شبهه أحد الأصدقاء بشخصية إحدى رواياته، وهي الصدر شخصية في “مزرعة”، على الرغم من ذلك ذكر الصحفي ديفيد أستور أنه عندما يكون مكتئبًا أو مضطربًا، فإنه يهاتف أورويل ملتمسًا مقابلته في حانة مشهورة، لأنه يعرف أن أورويل سيضحكه ويسليه ويشجعه. ويمكن للمرء أن ينسب هذه الصرامة إلى الأوضاع المالية، وقد كان أورويل مفلسًا في كثير من الأحيان.