مقالات

المغالطات المنطقية: كيف نتجنب الوقوع في فخ التفكير الخاطئ؟

هل سبق أن دخلت في نقاش مع أحدهم وشعرت أن حجته “غير منطقية” لكنها تبدو مقنعة؟

أو ربما تابعت حوارًا على التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي وخرجت منه بحيرة: “هناك خطأ ما في الكلام، لكن لا أعرف ما هو بالضبط!”

هذا الشعور له تفسير واضح: أنت على الأرجح كنت ضحية ما يُسمّى بـ المغالطات المنطقية.

ما هي المغالطات المنطقية؟

المغالطات المنطقية هي أخطاء في التفكير أو في بناء الحُجّة، تجعل الاستنتاج غير صحيح، حتى وإن بدا منطقيًا للوهلة الأولى.

بعبارة أبسط: هي الطرق التي “ينحرف” بها العقل عن المنطق السليم أثناء محاولة الإقناع أو الجدال.

قد تحدث المغالطة عن قصد (عندما يستخدمها الشخص ليخدع الطرف الآخر)، وقد تحدث دون قصد (عندما لا ينتبه الشخص إلى خلل في تفكيره أو حجّته).

لماذا نحتاج لفهمها؟

معرفة المغالطات المنطقية ليست ترفًا فكريًا، بل مهارة حياتية:

• تحمينا من التضليل الإعلامي والدعائي.

• تجعلنا محاورين أذكى، نعرف كيف نناقش دون أن نقع في الفخاخ الفكرية.

• تساعدنا في اتخاذ قرارات أفضل، لأننا نفرّق بين ما هو منطقي وما هو مزيف.

• تزيد وعينا الذاتي، فنراقب أفكارنا ونميّز بين القناعات الحقيقية والمبنية على أوهام.

بعض الأمثلة الشهيرة:

• مغالطة رجل القش: أن تشوّه رأي الطرف الآخر وتهاجمه بدل أن تناقشه كما هو.

مثل أن تقول: “أنت تدعو لتقليل الإنفاق الحكومي، إذًا أنت ضد الفقراء!” (بينما الطرف الآخر لم يقل ذلك إطلاقًا).

• مغالطة الاحتكام إلى الجمهور: “الجميع يفعل كذا، إذًا هو صحيح!”

وكأن كثرة التكرار أو الشعبية تُغني عن التفكير النقدي.

• مغالطة الشخصنة: مهاجمة الشخص بدل أفكاره.

“لا تستمع له، فهو لم يُنهِ تعليمه الجامعي”، مع أن الفكرة قد تكون وجيهة بغض النظر عن قائلها.

أين يمكن أن أتعلم عنها أكثر؟

لكل من يرغب في الغوص أكثر في هذا العالم الممتع والمفيد، أنصحك بقراءة كتاب “رجل القش” الصادر عن دار شفق للنشر والتوزيع.

الكتاب يعرض المغالطات بطريقة مبسطة وأنيقة، مع أمثلة واقعية من الإعلام والحوارات اليومية، دون تعقيد أو تجريد فلسفي.

إن كنت مدربًا أو معلمًا أو حتى مجرد محاور نشيط على وسائل التواصل، فإن هذا الكتاب سيكون من أفضل الأدوات التي تعزز مهاراتك في التفكير والنقاش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *